ذ: علي اوعمو
لقد انحط تعليمنا و و صل الحضيض و لا يمكن للجذاذات و تعبئة المذكرات اليومية و التوازيع السنوية و الشهرية و ما إلى ذلك من " الشكليات التعليمية " التقليدية القديمة المتجاوزة أن ترمم ما هدمته سياساتنا التربوية المتعاقبة ؛ لا بد من نظرة شمولية لإصلاح المنظومة التربوية برمتها بعيدا عن العمليات الترقيعية من هنا و هناك :
لقد عرفت منظومتنا التربوية بعض الترميمات , عبر مراحل ,نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر ، ما يسمى التدريس بواسطة الأهداف هذه الخطوة كانت إيجابية بالنظر إلى جانبها البيداغوجي على الخصوص من حيث الفعل الديداكتيكي المرتبط بها و لكنها أغفلت الجوانب المهمة الأخرى .. ثم بيداغوجيا " الكفايات " الخطوة الثانية التي ركزت على الجانب النظري و أغفلت إلى حد ما الجانب التطبيقي ناهيك عن الضعف الشديد الذي يعتري المقرر الدراسي خصوصا في السلك الابتدائي الذي ت عتريه عدة معيقات أهمها :
1ـــ عدم ملاءمة المقرر الدراسي للمستوى المرحلي للمتعلم ..
2ــ عدم مراعاته للمحيط السوسيوثقافي للمتعلم ..
ضف إلى ذلك " البرنامج الاستعجالي " الذي أتى بطريقة أفقية ( عدم استشارة المهتمين في هذا الشأن ) لترميم ما يسمى " الميثاق الوطني للتربية و التكوين " ذاك الميثاق الذي لم ينفذ من مضامينه إلا الشيء القليل اليسير.. هذه كلها " رتوشات " تجميلية شكلا و فارغة مضمونا لتعطي للإصلاح نوعا من جمالية الشكل فقط ؛ وما هو في الحقيقة إلا تبرير لهدر المال العام في التوافه و الخزعبلات ..
لا يمكن أن يصلح عملنا التربوي و التعليمي ما لم يقع فيه نوع من التغيير الجدري الذي يشمل كل الجوانب المكونة للمنظومة التربوية سعيا وراء ترسيخ نمط من التعليم الراقي الذي يوازي نظيره في الدول المتقدمة في هذا المجال ، ولن يتأتى ذلك إلا بإشراك جميع الفاعلين المهتمين بهذا الميدان و على رأسهم السادة الأساتذة الممارسون في الميدان الذين يدركون كل الإدراك الثغرات و الهفوات المزمنة التي تعتري هذا القطاع الحيوي الذي يعتبر العمود الفقري لكل نهضة تنموية للأمم و الشعوب ..
إن كل ما يصدر من تغييرات " أفقية " في المجال التعليمي يعد باطلا و غير ذي جدوى لاعتبارات عديدة منها :
1ـــ عدم وجود إرادة سياسية حقيقية للإصلاح لأسباب أضحى الكل يدركها.
2 ـــ إقحام بعض المتطفلين الذين لا علاقة لهم بالتعليم و إشكالياته في التنظير " للإصلاح " ..
3 ـــ تعطل وجمود بعض الهياكل العليا المختصة في الاستشارة و تقييم الوضع التربوي في بلادنا و إصدار تقارير من أجل تصحيح المسار التعليمي ..
و في الختام أقول : لا يمكن لتعليمنا أن يرقى إلى ما يطمح إليه الشعب المغربي ما دام هناك " طغمة " تعرقل أي مسار تصحيحي حقيقي يصل بهذا القطاع الأساس إلى شط الأمان ..
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire