كل دروس bac 2016 هنا

vendredi 4 décembre 2015

هذا هو رد الوزارة على منتقدي برنامج "لوحتي" و الداودي يصرح هؤلاء يذكرونني بقصة "جحا والحمار"



هذا هو رد الوزارة على منتقدي برنامج "لوحتي" و الداودي يصرح هؤلاء يذكرونني بقصة "جحا والحمار"
وصف لحسن الداودي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر، الانتقادات التي وجهها البعض لبرنامج لوحتي، بأنه "شبيه بقصة جحا والحمار"، قائلا "هناك نوع من الناس لا يستطيع الحياة بدون انتقاد، وبالتالي فأي شيء تقوم به سوف ينتقدونه، سواء أكان ايجابيا أو سلبيا".

وأضاف الداودي أن "الذين يتكلمون عن البرنامج يتكلمون عن جهل، بل منهم بعض الموظفين، الذين نشروا في بعض المواقع تعليقات وانتقادات، والحال أن البرنامج لا يعنيهم إنما هو خاص بالطلبة"، وتابع "هذا غير بعيد عن بعض الأشخاص الذين لا يعرفون عما يتحدثون، لأنهم يجهلون أننا دعونا كل البائعين في المغرب، وكانت منافسة شديدة، والذين تم اختيارهم، هم الذين قدموا أجود عرض والأقل ثمنا".

وقال الداودي مستهجنا انتشار الانتقادات الموجهة لسعر الأجهزة المعروضة في البرنامج الذي أعطى انطلاقته مستهل هذا الشهر، أنه "ليس من المفروض على جميع الطلبة أن يشتروا هذه الأجهزة، وإن ُوجد عرض أفضل في السوق فبإمكان من أي كان أن يذهب إليه"، مضيفا أنه "ليس هناك دعم، وإنما هناك تخفيض لمن يريد أن يشتري، وخطابنا وبرنامجنا موجه لهذه الفئة، وعوض أن يذهب للسوق نحن نقدم له عرضا مخفضا من حيث السعر وبمحتوى أفضل وأجود".

ونبه في ذات التصريح أن "هذا المحتوى الذي بهذه اللوحات، هو أغلى من اللوحات نفسها، فالشركات المنتجة للوحات لن تبيع بالخسارة، لأنها تقوم بالتجارة وليس شيئا آخر، ونحن سعينا إلى تقديم محتويات ملائمة وأكثر جودة".

وكشف الداودي في تصريحه أن "الذي بدأ هذه الإشاعات هم بعض الموزعين الذين يرون أن السوق سوف تنفلت من بين أيديهم، فنحن نتكلم عن مليون وأربعمائة شاب سوف يستفيدون من هذا البرنامج، فخوفهم من الكساد هو الذي دفعهم الى نشر مثل هذا الكلام، وكذا الموزعين الذين لم يتم اختيارهم، يساهمون هم أيضا في نشر هذه الإشاعات، حتى لا يفقدوا زبناء محتملين لمنتجاتهم".

وقال الداودي متأسفا، أنه "اليوم لا تتم مناقشة المحتوى، هل هو جيد أم لا، وما هو ثمنه، لأنهم يعرفون أو لا يعرفون أن المحتوى المقدم للمستفيدين هو أغلى من أي لوحة".
mardi 1 décembre 2015

تمديد فترة تسجيل المترشحين الأحرار لإجتياز إمتحانات البكالوريا 2016


تعلن وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني أنه تم تمديد فترة إيداع ترشيحات الأحرار لاجتياز امتحانات البكالوريا برسم دورة 2016 عبر البوابة الإلكترونية للوزارة وذلك إلى غاية يوم الأحد 6 دجنبر 2015 كآخر أجل للترشيح.
وستعمل الوزارة على نشر اللوائح المؤقتة للمترشحين الأحرار المقبولين لاجتياز امتحانات البكالوريا قبل 20 دجنبر 2015، على أن تخصص الفترة الممتدة من 21 إلى 30 دجنبر 2015 لتقديم الشكايات إلى النيابات الإقليمية بالنسبة للترشيحات التي لم يتم قبولها وكذا طلبات إلغاء الترشيح بالنسبة للمترشحين الراغبين في ذلك.
وسيتم نشر اللوائح النهائية للمترشحين الأحرار المقبولين لاجتياز امتحانات البكالوريا دورة 2016 يوم 10 يناير 2016.
ويمكن للمترشحين المسجلين تتبع مسار ووضعية طلبات ترشيحهم عبر البوابة الإلكترونية للوزارة.
كما أن المترشحين الأحرار في وضعية إعاقة والراغبين في الاستفادة من إجراءات تكييف شروط إجراء الاختبارات ملزمون بإرفاق ملفات ترشيحهم بطلب في الموضوع معزز بملف صحي يثبت الإعاقة



vendredi 27 novembre 2015

دروس مادة الرياضيات السنة الثالثة إعدادي للدورتين الأول و الثانية Mathématiques

 مقرر دروس مادة الرياضيات السنة الثالثة إعدادي للدورتين الأول و الثانية Mathématiques


مقرر دروس مادة الرياضيات السنة الثالثة للدورتين الأول و الثانية Mathématiques مقرر دروس مادة الرياضيات السنة الثالثة إعدادي الدورة الأولي
عناوين الدروس درس
النشر  و  التعميــل  و  المتطابقات الهـــامة مشاهدة
الــقــــــــــــــوى مشاهدة
الـجـــذور الـمـــــربعــة مشاهدة
مبرهنة فيتاغــورس مشاهدة
الـتــرتيب  و  الـعـمــليــــات مشاهدة
 مبــــرهنــة طــــــاليــس مشاهدة
المثلث القــائم الزاوية  و  الـحـســــاب المثلثــي مشاهدة
الزوايا المحيطية و الزوايا المركزية مشاهدة
المثلثــات المتقايسة  و  المثلثــات الـمتشــابهــة مشاهدة

 مقرر دروس مادة الرياضيات السنة الثالثة إعدادي للدورتين الأول و الثانية Mathématiques
مقرر دروس مادة الرياضيات السنة الثالثة إعدادي الدورة التانية
عناوين الدروس درس
 المعادلات  و المتراجحات من الدرجة الأولى بمجهــول واحــد مشاهدة
المتجهــــــــات  و الإزاحــــة مشاهدة
إحــداثيتا نقطــة  +  إحــداثيتا متجهــة مشاهدة
الـدالــة الخطيــة  و  الـدالــة التـآلفيــة مشاهدة
 معادلــة مستقيــــم مشاهدة
 نظمة معادلتيــن من  الدرجة الأولى  بمجهــولين مشاهدة
الإحـصـــــــــــــــاء مشاهدة
فيتاغورس في الفضــاء + الحجــوم  +  التكبيــر  و  التصغيــر مشاهدة
   مقرر دروس مادة الرياضيات السنة الثالثة إعدادي للدورتين الأول و الثانية Mathématiques


المصدر : موقع قلمي بتصرف
mercredi 25 novembre 2015

خبر سار للطلبة .. تاريخ الانطلاقة الرسمية لبرنامج "لوحتي" للحصول على طابليت


أعلنت وزارة التعليم العالي عن الانطلاقة الرسمية التي ستكون يوم 30 نونبر 2015 لبرنامج لوحتي الذي يهدف إلى حصول طلبة الجامعات و متدربي التكوين المهني على طابليت بأثمنة تفضيلية و ستكون معززة بمضمون و تطبيقات بيداغوجية رقمية في إنتظار و ذلك بعدما وقعت الوزارة  في شتنبر المنصرم بمقر وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر،على اتفاقية الشراكة بين الوزارة، ممثلة في السيد الوزير لحسن الداودي، وستة شركاء محليين فاعلين في مجال توزيع وتسويق الأجهزة الرقمية، وذلك بهدف إطلاق برنامج "لوحتي". وفي نفس السياق قالت الوزارة ان دعمها سيصل  إلى 50% من سعرها الأصلي.

dimanche 22 novembre 2015

Anglais writting شرح طريقة كيفية كتابة موضوع تعبير أو إنشاء باللغة الانجليزية


الكثير منا لا يجيد كتابة موضوع تعبير باللغة الانجليزية ..
حتى وان استطاع ربما لا يكون بذلك القدر ...

هذه بعض النصائح لكتابة موضوع تعبير باللغة الانجليزية ...


اولا ً : 

عليك ان تعلم ان موضوعات التعبيرتنقسم الى 3 اقسام:

1- موضوعات عامه:مثل الاسره , السياحه , السفر , الارهاب , الارض , الماء ..

2 - الخطابات :مثل الرد على خطابات من صديق , التقدم لوظيفه , تهنئة ..

3- موضوعات ابداعيه:مثل كتابة قصه , تخيل ما يحدث في موقف معين او تحت ظروف خاصه ..



ثانيا ً :

نصائح قبل البدء بكتابة الموضوع ...

1- اقرأ رأس الموضوع عدة مرات لكي تعرف تماما ما هو الموضوع المطلوب الكتابه فيه ولا تكتب في موضوع مشابه غير المطلوب.

2- حدد النقاط المطلوب الكلام فيها من رأس الموضوع ورقمها حتى لا تنسى أي منها.

3- فكر في الموضوع الذي تنوي الكتابه فيه وكلما خطرت لك فكره او تذكرت شيئا ما اكتبه على الفور في المسودة .

4- اصعب ما في الامر هو كيف تحفز ذاكرتك لتحصل منها على الافكار التي سوف تكتبهاإسأل نفسك اسئلة تبدا بجميع ادوات الاستفهام التي تعرفها:
What ,Why ,Where ,When ,Who ,Which, How ,How many ,How ,frequently ,etc
والاجابات التي سوف تحصل عليها هي الافكار التي سوف تكتبها بالمسودة .


5- نسق الافكار التي كتبتها في المسودة ايها هي الاولى اهمية وسوف تكتبها اولا وايها سوف تختم به التعبير .


6 - اجعل كلامك واضحا فالنثر بعكس الشعر يهتم بنقل الافكار اكثر من اهتمامه
بنقل المشاعر والاحاسيس ولذلك لابد ان يكون كلامك واضحا مفهوما لا لبس
فيه ولا غموض ولا ابهام وبينما في الكلام العادي تساعد اشاراتك ونغمة صوتك
على توصيل المعنى الذي تقصده الى السامعين نجد في الكتابه انك تعتمد فقط على
ما تكتبه ولذلك تاكد دائما ان ما تكتبه واضح .


7- لا تكتب الموضوع باللغه العربيه ثم تحاول ترجمته للانجليزيه عند الترجمه
سوف تكون الجمل ركيكه وتركيبها غريب على الانجليزيه حاول ان تفكر باللغه
التي سوف تكتب بها الموضوع واكتب الافكار التي ترد على خاطرك باللغه الانجليزيه .




ثالثا ً :

عند البدء في كتابة الموضوع ...

اولا : قسم الموضوع إلى هذه العناصر :

1/ المقدمة(-البداية) Topic Sentence 
2/ الموضوع( جسم الموضوع) Supporting Sentences
3/ النهاية(الخاتمة) Concluding Sentence 

ثانيا :
...هناك بعض الاشياء التي يجب الانتباه لها :
1/ اترك مسافة خمسة كلمات عند اول سطر من التعبير ..
2/ ان تبدا بحرفCapital كبير وواضح.
3/ ان تضع (.) واضحة مع نهاية كل جمله .
4/ ابدا الموضوع بجمله رئيسية تحتوي مجملها علي فكرة الموضوع ككل.
5/ ان تراعي التنسيق والترابط العام للموضوع.
6/ تجنب استخدام الجمل المعقدة والالفاظ المركبة التي توقعك في اخطاء انت في غنى عنها ولكن استخدم الجمل والكلمات ذات المعاني السهله والبسيطة.
7/ خصص صفحة كامله للموضوع ويفضل ان تترك سطر فارغ تحت سطر قد كتبت عليه .
8/ اجتهد في تحسين خطك لان هذا يعطي انطباعا جيدا للمصحح ويسهل علية فهم ما تريد تعبير عنه .
9/ حاول ان تكون الجمل فالمضمون وتجنب الجمل الطويله حتي لا تقع في اخطاء القواعد ..
10/ تجنب تجنب ان تتكلم بصيغة الملكية (مثل :my favourit ) لأنه غالبا ما يكون الموضوع من النوع العام ..
11/ لا تستخدم الاختصارات مثل don't بل اكتبها do not لان اغلب الاخطاء تقع في الاختصارات ...
12/ استخدم زمن واحد فقط في التعبير ... اذا تكلمت عن الزمن الماضي فأكمل التعبير به وكذلك اذا استخدمت الزمن الحاضر .




رابعا ً :


استخدم بعض الكلمات التي تنفع مقدمة للأشياء المفيدة (كالتعليم مثلاً)


نتفق جميعا ان ...... شي مهم في حياتنا.
We All agree that... is important things in our life

نتفق جمعيا ان....... له دورا حيويا في الوقت الحاضر 
We all agree that ...has vital role nowadays.


كلنا نقر باهمية .......... في حياتنا.
We all admit the importance of .... in our life.


لا عجب اذا قلنا ان ...... له اثار ايجابيا علينا.
No wonder if we say that ... has/have good positive effects on us.

.
اننا ندين ل.... والذي يعلب دور حيوي في حياتنا
We owe to ....which play racy part in our life.


للأشياء الضارة (كالتلوث البيئي)
نحن نستطيع أن نرى ان .....يمثل عقبة في طريق تقدمنا
We can see that ...... stands for an obstacle in the way of our progress



من وجهة نظري اعتقد ان ..
In my point of view, I think that ......



ما لا شك في ذلك ...هي واحدة من اكثر الظواهر الخطرة في حياتنا.
There is no doubt that ..... is one of the most dangerous phenomena in our life.


هناك اسباب مختلفة لمشكله ..
There are various causes for the problem of ...... .


خامسا ً :
بعض الروابط اللي ممكن ان تستخدمها مع بداية كل جمله او فكرة جديدة :

اولا ًFirst 
ثانيا ًSecond 
قبل ذلك Before that 
بعد ذلك After that
لاحقا ًLater 
اخيرا Finally
من ناحية On one hand
من ناحية اخري On the other hand
بالاضافة الي ذلك Addition to that
علاوة علي ذلك Moreover 
قبل كل شيء Above all
في نفس الوقت At the same time
على ايه حال However

--------------------------------------------------------------
Hi everybody 
في البداية يجب أن نبدأ بالقاعدة العامة "حول كيف نكتب ؟؟"
Let me start with general idea about How to write ?? Ok 


يجب أن تحتوي أي مقالة على ثلاثة عناصر 
Any essay should include three items



أ – العبارة الافتتاحية 
الفكرة الأساسية التي تعّرف المقالة عادة تأتي في أول جملة . وتسمى العبارة الافتتاحية . وبالتالي يجب أن تكون أهم عبارة في المقالة . وهي التي تعطي الفكرة الأساسية لكاتب المقال . وكذلك شعوره ورأيه حول الموضوع . 
وبالطبع العبارة الافتتاحية لا يجب أن تكون عامة بشكل واسع ولا ضيقة جدا . 

A- the Topic Sentence 
The main idea of a paragraph is usually introduced in the first sentence. This is called the topic sentence. The topic sentence is the most important sentence in the paragraph. It focuses the topic by giving the writer's main idea, opinion, or feeling about the subject. 
A good topic sentence is not too general or too narrow

ب – الجمل المساندة 
العبارة الإفتتاحية تتبعها في العادة عدد من الجمل تسمى بالجمل المساندة . هذه الجمل تكمل المقالة . وفي المقالات الجيدة كل الجمل المساندة تعطي معلومات أكثر عن العبارة الافتتاحية 

B- Supporting Sentences 
The topic sentence of a paragraph is followed by a number of other sentences called supporting sentences. These sentences make up the body of a paragraph. In a well-written paragraph, all of the supporting sentences give more information about the topic sentence


ج – الخاتمة 
بالعادة المقالة تنتهي دائما بجملة تسمى بخاتمة ، وهذه الجملة تسحب المقالة إلى النهاية وتخبر القاري أيضا بانتهائها . والخاتمة دائما تخبر القاري من جديد بالفكرة الأساسية للمقالة ولكن باستخدام كلمات وطريقة أخرى أو بتلخيص النقاط الرئيسية لها . وبالطبع يجب أن تتبع نموذج المقالة وتكون مكملة له . 

C- The Concluding Sentence 
A paragraph generally ends with a concluding sentence. This sentence pulls the paragraph together and tells the reader the paragraph is finished. The concluding sentence often restates the main idea in different words or summarizes the major points. It should follow naturally form the body of the paragraph

الخلاصة .... 
أكتب جملة في البداية تشرح فيها الفكرة الرئيسية للمقالة في الافتتاحية .... ثم أختار جمل مساندة تركز فيها على الأفكار الرئيسية .... وأنثرها بطريقة جميلة داخل المقالة ... تتخللها بالطبع جمل أخرى مختلفة مكملة للمقالة .... ولا تنسى أن تختم المقالة بعبارة خاتمة تشبه إلى حد كبير العبارة الإفتتاحية ولكن بأسلوب أو صيغة أخرى .
 

أحب أن أضيف شيئا مهما وهو أن هناك ما يسمى "thesis " وهو الفكرة العميقة اللتي سيتحدث عنها الكاتب، والتي لا بد أن تكون في المقدمة، بحيث أن أي قارئ يقرأ المقدمة يستطيع أن يعرف بالظبط عن ماذا سيكون بقية التعبير. ولكي تعرف كيف تستخدم هذه المهاره بسهوله، اسأل نفسك هذا السؤال (ما الذي أريد بالضبط أن أوصله للقارئ من خلال كتابتي لهذا المقال؟) وستكون الاجابة هي ما نقصده بكلمة (thesis ) ثم قم بصياغة الجواب في جملة مناسبة
.


I would like to add something really important to know about writing an essay which is; "thesis". Thesis is the deep Idea of what you are going to write about. Thesis should be written in the introduction of essays. In short, think of the thesis as the answer to the question your paper explores. For example, ask your self this question "what I'm going to write about" and then try to formulate that answer to a good sentence.
lundi 16 novembre 2015

Min7aty صرف الشطر الأول من منح الطلبة ابتداءً من اليوم الثلاثاء 17 نونبر 2015

صرف الشطر الأول من منح الطلبة
ابتداءً من اليوم الثلاثاء 17 نونبر 2015
على سلامتكم برطاجي فرح الناس لي محتاجينها 




ابتداء من اليوم بدأ صرف المنح  للطلبة القدامى
وللتذكير لمعرفة هل ما زلت ممنوح اولا 
اذخل الى موقع وزارة التعليم العالي

بالنسبة للطلبة الجدد وقت صرف المنح لم يحدد بعد 

وبالنسبة للممنوحين لقد تم ذكر اسمائهم سابقا في النيابات او العمالات اذا كان امام اسم oui فأنت ممنوح


dimanche 15 novembre 2015

Phalsafa 2 Bac مجزوءة الوضع البشري - دروس الفلسفة للسنة الثانية باك

مجزوءة الوضع البشري - دروس الفلسفة للسنة الثانية باك

مجزوءة الوضع البشري - دروس الفلسفة للسنة الثانية باك 



لقد رأينا في مستهل مجزوءة الإنسان، في السنة الأولى باكلوريا، إن الإنسان هو ذلك الكائن الذي هو في بحث مستمر في ذاته، و الذي ينبغي عليه في كل لحظة أن يفحص بدقة شروط وجوده ووضعه البشري. لأن الفحص النقدي و الدقيق للذات و الوضع البشري بشكل عام هو الذي يمنح الإنسان قيمته الحقيقة.
و الحديث عن الوضع البشري يستهدف التأكيد على أن الإنسان ليس ماهية مجردة، غير مقيدة بزمان أو مكان ، بل هو كائن مرتبط بالمجال الذي يتحقق فيه و يتحمل فيه مسؤولية وجوده.
ويعنى الوضع البشري في معناه الحصري، وضع الإنسان داخل المجتمع و مكانته في التراتبية الاجتماعية، كما يعني في معناه العام كل ما يميز وجود الإنسان، أي نمط وجوده في العالم. وقد سبق لبليز باسكال (1623-1662) أن ميزة بين ما يسميه الوضع الاجتماعي للإنسان الذي يرتبط بالمعطيات الاجتماعية التي تشرط وجوده. و بين ما يسمه بالوضعالبشري، ويقصد به وضع الإنسان في العالم، باعتباره كانما يتحمل مسؤولية وجوده….
وهكذا يشير الوضع البشري الذي يتميز بتعقده و بتعدد محدداته (المحدد الذاتي- المحدد الموضوعي- المحدد التاريخي) و بتعدد أبعاده التي نميز فيها بين:
–  بعد الوجود الذاتي المحدد بالوعي و القدرة على تمثل الذات و تملكها من خلال التفكير، ويحيل هذا البعد على الشخص.
– بعد الوجود العلائقي المتمثل في علاقة الذات مع الغير.
–       بعد تاريخي، على اعتبار أن الإنسان، كفرد و مجتمع، هو منتج للتاريخ مثلما هو نتاج للتاريخ…
و يتميز الوضع البشري بطابعه الإشكالي، الذي يمكن التعبير عنه من خلال الأسئلة التالية:
كيف يتحدد وجود الإنسان بوصفه شخصا؟ وما طبيعة علاقة الشخص بالغير؟ وما الدور الذي يلعبه الغير في تشكيل الأنا؟ وهل وجود الإنسان بوصفه شخصا محكوم بالضرورة أم هو قائم على الحرية؟
استنتاجات حول مجزوءة الوضع البشري
إن الوضع البشري معطى تتداخل في تشكله عدة عناصر ومكونات وهي: الذات، والآخر، وماضي الإنسان، والعلاقة المتشابكة بينهما
تتمثل الضرورة في الوضع البشري
على مستوى الشخص: في القوانين البيولوجية والنفسية والاجتماعية التي تخضع لها الذات
على مستوى الغير: في الخضوع للقوانين الأخلاقية، إضافة إلى التواجد مع الآخر، وضرورة العلاقة معه
على مستوى التاريخ: في خضوع الكائن البشري لشروط تاريخية حتمية تتطور في استقلال عن إرادة الأفراد
تتمثل الحرية في الوضع البشري
على مستوى الشخص: في تجاوز الفرد لوضعه الحالي ليصنع من ذاته ما يشاء في المستقبل
على مستوى الغير: في خلقه لمسافة مع الآخر تجعله مستقلا عنه، وليس تابعا له
على مستوى التاريخ: في الإرادة وحرية الاختيار التي يتميز بها الإنسان. والتي تؤهله للانفلات من الحتمية التاريخية ليصبح صانعا لتاريخه الخاص.
مفهوم الشخص
I- الشخص والهوية الشخصية                                   
استشكالات أولية: رغم تعدد وتنوع بل وتعارض الحالات النفسية التي يمر منها الشخص طيلة حياته، فإن كل واحد منا يحيل باستمرار إلى نفسه بضمير “أنا” بوصفه وحدة وهوية تظل مطابقة لذاتها على الدوام. غير ان هذه الوحدة التي تبدو بديهية تطرح مع ذلك أسئلة عديدة
بل إن البديهي يشكل الموضوع الأثير والمفضل للفكر الفلسفي. ويمكن القول أن الفيلسوف يصادف إشكالية الوحدة المزعومة للهوية الشخصية في معرض بحثه في الماهيات والجواهر. يتساءل الفيلسوف: إذا كان لكل شيء ماهية تخصه، بها يتميز عن غيره، فهل هناك ماهية تخص الفرد، بها يتميز عن غيره بشكل مطلق؟ خصوصا إذا علمنا أنه ما من صفة فيه، جسمية او نفسية، إلا ويشاطره التخلق بها عدد قليل أو كثير من الأفراد؛ وإذا عرضنا الشخص على محك الزمن والتاريخ، فهل هناك جوهر يظل ثابتا رغم تغيرات الجسم وأحوال النفس وانفعالاتها؟ وهل هذا الجوهر كيان ميتافيزيقي مكتمل التكوين منذ البدأ، أم أنها سيرورة سيكلوجية تجد سندها المادي في الذاكرة، وعملية تطورية تنشأ تدريجيا بفضل تفاعل الفرد مع الغير؟.
أ-ثبات الأنا واستمراريته في الزمان:
موقف ديكارت: التصور الجوهراني الماهوي للهوية الشخصيةنلاحظ أن الفرد يستطيع التفكير في الموجودات الماثلة أمام حواسه أو المستحضرة صورتها عبر المخيلة، ولكنه يستطيع أيضا التفكير في ذاته ، في نفسه هذه التي تفكر!!
  • يسمى هذا التفكير وعيا وهو نفس الوعي الذي اعتمدعليه ديكارت في ” الكوجيطو” وخصوصا وعي الذات بفعل التفكير الذي تنجزه في لحظة الشك أي الوعي بالطبيعة المفكرة للذات التي تقابل عندديكارت طبيعة الإمتداد المميزة للجسم.
تساءل ديكارت في التأمل الثاني: “أي شيءأنا إذن؟ ” وأجاب: ” أنا شيء مفكر”
ولكن هل وراء أفعال الشك والتذكر والإثبات والنفي والتخيل والإرادة…هل وراءها جوهر قائم بذاته؟
يجيب ديكارت بنعم : إنها النفس، جوهر خاصيته الأساسية التفكير، أي أن للكائن البشري طبيعة خصائصها هي أفعال التفكير من شك وتخيل وإحساس …وهي مايشكل الهوية الشخصية للكائن البشري، بل إنها صفته الأكثر يقينية، والأكثر صمودا أمام أقوى عوامل الشك
موقف جون لوك:نقد التصور الجوهراني الماهوي: ليست الهوية الشخصية سوى ذلك الوعي أو المعرفة المصاحبة لإحساساتنايرى “جون لوك” أن مايجعل الشخص ” هو نفسه” عبر أمكنة وأزمنة مختلفة، هو ذلك الوعي أو المعرفة التي تصاحب مختلف أفعاله وحالاته الشعورية من شم وتذوق وسمع وإحساس وإرادة، تضاف إليها الذاكرة التي تربط الخبرات الشعورية الماضية بالخبرة الحالية، مما يعطي لهذا الوعي استمرارية في الزمان
“إذن فلوك” و “ديكارت” مجمعان بأن الشخص هو ذلك الكائن الذي يحس ويتذكر و -يضيف التجريبي لوك- يشم ويتذوق!
ولكنهما يختلفان فيما يخص وجود جوهر قائم بذاته يسند هذا الوعي وهذه الاستمرارية التي يستشعرها الفرد؛، والواقع أن ” الجوهر المفكر” -من وجهة نظر المحاكمة الحسية- كينونة ميتافيزيقية لايسع لوك قبولها انسجاما مع نزعته التجريبية التي لاتقر لشيء بصفة الواقعية والحقيقة مالم يكن إحساسا أو مستنبطا من إحساس،
وباختصار فالهوية الشخصية تكمن في فعل الوعي، وعندما يتعلق الأمربالماضي يصبح الوعي ذاكرة بكل بساطة، وكل هذا لكي يتجنب لوك القول بوجود جوهر مفكر، أي أن الهوية لاتقوم في أي جوهر مادي كان أو عقلي، ولاتستمر إلا مادام هذا الوعي مستمرا
موقف دافيد هيوم: النقد الجذري للتصور الديكارتي الماهويدافيد هيوم فيلسوف تجريبي، لايعترف بغير الانطباعات الحسية مصدرا أولا للأفكار، وعليه فلكي تكون فكرة ما واقعية، فلابد لها أن تشتق من انطباع حسي ما، والحال أن فكرة “الأنا” أو “الشخص” ليست انطباعا حسيا مفردا، بل هي ماتنسب إليه مختلف الانطباعات. وإذا ما وجد انطباع حسي مولد لفكرة “الأنا” فلابد أن يتصف هذا الانطباع بنفس صفات الأنا وهي الثبات والاستمرارية طيلة حياتنا، والحال أنه لاوجود لانطباع مستمر وثابت: إن الألم واللذة، الفرح والحزن، الأهواء والاحساسات…، حالات شعورية تتعاقب ولاتوجد أبدا متزامنة أومجتمعة. وعليه ففكرة الأنا لايمكن ان تتولد عن هذه الانطباعات ولاعن أي إنطباع آخر، ومن ثم فلا وجود لمثل هذه الفكرة واقعيا، ومن باب أولى ينبغي الامتناع عن أي حديث عن الهوية الشخصية كجوهر قائم بذاته.
ب- الذاكرة والهوية الشخصية
بغض النظر عما إذا كانت الهوية جوهرا قائما بذاته أو تعاقبا لحالات شعورية متباينة، فإن الهوية ليست كيانا ميتافيزيقيا مكتمل التكوين منذ البدأ، إنها سيرورة سيكلوجية تجد سندها المادي في الذاكرة، وعملية تطورية تنشأ تدريجيا بفضل تفاعل الفرد مع الغير
سبق لــ ابن سينا أن لاحظ، في هذا الإطار، بأن فعل التذكر هو الذي يمنح الفرد شعورا بهويته وأناه وبثباتها.ويتجلى هذا واضحا في شعور الفرد داخلياً وعبر حياته باستمرار وحدة شخصيته وهويتها وثباتها ضمن الظروف المتعددة التي تمر بها، كما يظهر بوضوح في وحدة الخبرة التي يمر بها في الحاضر واستمرار اتصالها مع الخبرة الماضية التي كان يمر بها.
إذا كانت الذاكرة هي مايعطي لشعور الشخص بأناه وبهويته مادتهما الخام، فإن امتداد هذه الهوية في الزمان، كما يلاحظ جون لوك، مرهون باتساع أو تقلص مدى الذكريات التي يستطيع الفكر أن يطالها الآن: وبعبارة أخرى إنني الآن هو نفسه الذي كان ماضيا وصاحب هذا الفعل الماضي هو نفس الشخص الذي يستحضره الآن في ذاكرته.
لهذا السبب، وعندما يتساءل برغسون عن ماهية الوعي المصاحب لجميع عمليات تفكيرنا، يجيب ببساطة: إن الوعي ذاكرة، يوجد بوجودها ويتلف بتلفها
ومن الجدير بالذكر أن الوعي بالذات على هذا النحو الأرقى ليس مقدرة غريزية او إشراقا فجائيا، بل هو مسلسل تدريجي بطيء يمر أولا عبر إدراك وحدة الجسم الذي ينفصل به الكائن عما عداه وعبر العلاقة مع الغير.
II- الشخص بوصفه قيمة
استشكالات أولية: 
مالذي يؤسس البعد القيمي-الأخلاقي للشخص؟ وهل يمكن فلسفيا تبرير الاحترام والكرامة الواجبة بشكل مطلق للشخص البشري؟ وما علاقة ذلك بمسؤوليته والتزامه كذات عاقلة وحرة تنسب إليها مسؤولية افعالها ؟
يستفاد من المحورين السابقين أن الفرد وبشكل مجرد سابق على كل تعيين – أي وقبل أن يتحدد بطول قامته أو لون عينيه او مزاجه أو ثروته- هو ذات مفكرة، عاقلة، واعية قوامها الأنا الذي يمثل جوهرها البسيط الثابت ، وذلك بغض النظر عن الاختلاف القائم بين الفلاسفة حول طبيعة هذا الأنا وعلاقته بالجسد والانطباعات الحسية والذاكرة…
ولكن مافائدة هذا التجريد النظري على المستوى العملي؟ هل يمكن أن نرتب عليه نتائج أخلاقية ملموسة؟
موقف كانط: العقل أساس قيمة الشخص وكرامتهانطلاقا من هذا التجريد، ذهب كانطبأن الإنسان هو أكثر من مجرد معطى طبيعي، إنه ذات لعقل عملي أخلاقي يستمد منه كرامة أي قيمة داخلية مطلقة تتجاوز كل تقويم أو سعر.إن قدرته كذات أخلاقية على أن يشرع لنفسه مبادئ يلتزم بها بمحض إرادته، هي ما يعطيه الحق في إلزام الآخرين باحترامه أي التصرف وفق هذه المبادئ. ومادام هذا العقل الأخلاقي ومقتضياته كونيا، فإن الأنسانية جمعاء تجثم بداخل كل فرد مما يستوجب احترامه ومعاملته كغاية لاكوسيلة والنظر إليه كما لو كان عينة تختزل الإنسانية جمعاء. وهذا الاحترام الواجب له من طرف الغير لاينفصل عن ذلك الاحترام الذي يجب للإنسان تجاه نفسه،إذ لا ينبغي له أن يتخلى عن كرامته، وهو ما يعني أن يحافظ على الوعي بالخاصية السامية لتكوينه الأخلاقي الذي يدخل ضمن مفهوم الفضيلة، .
لقد كتب كانط هذه الأفكار في “أسس ميتافيزيقا الأخلاق” في القرن الثامن عشر .وصحيح أن القرن العشرين قد شهد تحسنا كبيرا للشرط البشري مقارنة مع قرن الأنوار: إلغاء الرق، التخفيف من الميز ضد النساء…، بيد أنه عرف أيضا أهوال حربين عالميتين جسدتا واقعيا فكرة الدمار الشامل، إنضافت إليهما حروب محلية شهدت أبشع أنواع التطهير العرقي ومعسكرات الاعتقال… مما جعل التأمل الفلسفي، في القرن العشرين يعاود مجددا طرح السؤال حول حرمة الكائن البشري وسلامته الجسدية وبالخصوص حقه في عدم التعرض للأذى، ”
موقف طوم ريغان: قيمة الشخص نابعة من كونه كائنا حيا حاساتنتمي فلسفة طوم ريغان إلى التقليد الكانطي، لكن في حين يؤسس كانط القيمة المطلقة التي نعزوها إلى الكائنات البشرية على خاصية العقل، وبالضبط العقل الأخلاقي العملي، التي تتمتع بها هذه الكائنات،بما يجعل منها ذواتا أخلاقية، فإن طوم ريغان يعتبر هذا التأسيس غير كاف، وحجته في ذلك أننا ملزمون باحترام القيمة المطلقة لكائنات بشرية غير عاقلة مثل الأطفال وكذا الذين يعانون من عاهات عقلية جسيمة
وعليه فإن الخاصية الحاسمة والمشتركة بين الكائنات البشرية ليست هي العقل، بل كونهم كائنات حاسة واعية أي كائنات حية تستشعر حياتها، بما لديها من معتقدات وتوقعات ورغبات ومشاعر مندمجة ضمن وحدة سيكلوجية مستمرة في الماضي عبر التذكر ومنفتحة على المستقبل من خلال الرغبة والتوقع…، مما يجعل حياتها واقعة يعنيها أمرها، بمعنى ان مايحدث لها، من مسرة تنشدها أو تعاسة تتجنبها، يعنيها بالدرجة الأولى بغض النظر عما إذا كان يعني شخصا آخر أم لا ”
ويمضي توم ريغان بهذا المبدأ إلى مداه الأقصى فبخلص إلى أن جميع المخلوقات التي يمكنها أن تكون «قابلة للحياة»، أي مواضيع لوجود يمكن أن يتحول للأفضل أو للأسوأ بالنسبة إليها، تمتلك قيمة أصلية في ذاتها وتستحق أن تحترم مصالحها في عيش حياة أفضل..
إذا كان تصور طوم ريغان يتجاوز بعض مفارقات التصور الكانطي، فإنه يثير مفارقات لاتقل عنها إحراجا لأن معيار “الذات الحية التي تستشعر حياتها” يلزمنا بإضفاء قيمة أصيلة مطلقة ليس فقط على الكائنات البشرية، بل وحتى الحيوانات وبالخصوص الثدييات التي سنصبح مطالبين بمعاملتها كغاية لا كمجرد وسيلة!
III-الشخص بين الضرورة والحتمية
استشكالات أولية: يبدو أن مدار الحديث عن مفهوم الشخص – كذات عاقلة وحرة تنسب إليها مسؤولية افعالها – ينحصر في قضيتين: الكرامة والمسؤولية. يشير المفهوم الأول إلى مايحق للمرء النمتع به بوصفه شخصا، بينما يشير المفهوم الثاني إلى ماهو ملزم او ملتزم به أو مطالب به بوصفه شخصا أيضا.
بحثنا المفهوم الأول في المحور السابق. إذا اقتصرنا الآن على المفهوم الثاني، فمن اليسير أن نتصور بأن المسؤولية لاتنفصل عن صفة أخرى وهي الحرية التي يطالب بها الفرد كجزء من كرامته، وهذه المرة أيضا، بوصفه شخصا.
لن نتوقف عند الحريات السياسية لأن المانع دونها جلي واضح، وهو النظام السياسي ومختلف أشكال التضييق والقمع التي يمارسها على حرية الأفراد في التجمع والتعبير، سيقتصر بحثنا فقط على الحرية التي يحاسب الشخص بموجبها أخلاقيا من قبل الغير أو من قبل ضميره الشخصي (تأنيب الضمير) ؛أو تلك الحرية التي تترتب عنها المسؤولية المدنية أو الجنائية والتي بموجبها يحاسب المرء قانونيا أمام العدالة، ذلك أن القاضي ملزم بإثبات خلو الفعل من الإكراه كشرط لإثبات المسؤولية أي توفر عنصر الحرية والاختيار، وبناءا عليه يعرض المتهم نفسه للعقوبات المقررة
هل هذه الحرية المفترضة موهومة، لأن الشخص يرزح تحت وطأة مجموعة من الإكراهات والإشراطات التي لايطالها وعيه أحيانا، أم أن الشخص البشري ليس موضوعا ولاتجوز في حقه مقولات العلم وعلى رأسها الحتمية؟
موقف العلوم الإنسانية: تتمثل الضرورة في خضوع الشخص لحتميات تتجاوز وعيه وتلغي حريتهفي المحورين السابقين تمت مقاربة مفهوم الشخص من زاوية الوعي وبشكل مجرد من كل تعيين، بيد أن الكائن البشري بنية سيكوفيزيولوجية وكائن سوسيوثقافي، فلا يسعه الإنفلات من قوانين الفيزيولوجيا والمحددات النفسية والإكراهات السوسيوثقافية.
إن تجاهل هذه الشروط هي مايجعل كل إنسان يعتقد أنه السيد في مملكة نفسه، وأنه من اختار بمحض إرادته بعض ملامح شخصيته، هناك مذاهب فلسفية كثيرة قامت على فكرة الحتمية الكونية الشاملة فلم تر في الشعور بالحرية سوى وهم ناتج عن جهل بسلسلة العلل والأسباب، وكما يقول اسبينوزا، فإنا الناس يعون حقا رغباتهم لكنهم يجهلون العلل الخفية التي تدفعهم إلى الرغبة في هذا الموضوع او ذاك. وبيدو أن العلوم الإنسانية المعاصرة تقدم دلائل إضافية داعمة للتصور الحتمي السبينوزي،: فالتحليل النفسي مثلا يرى البناء النفسي للشخصية كنتيجة حتمية لخبرات مرحلة الطفولة، كما أن الكثير من الأنشطة الإنسانية تحركها دوافع الهو اللاشعورية ذات الطبيعة الجنسية أو العدوانية. هذا الهو الذي قال عنه “نيتشه”: وراء أفكارك وشعورك يختفي سيد مجهول يريك السبيل، إسمه الهو. في جسمك يسكن، بل هو جسمك، وصوابه أصوب من صواب حكمتك”، بل إن بول هودار يذهب إلى حد القول بأن: ” كلام الإنسان كلام مهموس له به من طرف الهو، الذي يعبر عن نفسه في الإنسان عندما يحاول الإنسان أن يعبر عن ذاته !!”
أما بالنسبة لعلماء الإجتماع والأنثربولوجيا، فإن طبقات مهمة في الشخصية لاتعدو أن تكون سوى انعكاس للشخصية الأساسية للمجتمع أو الشخصية الوظيفية لجماعة الإنتماء، بحيث يمكن القول مع دوركايم أنه كلما تكلم الفرد أو حكم ، فالمجتمع هو الذي يتكلم أو يحكم من خلاله. وإذا كانت التنشئة الإجتماعية تزود الفرد بعناصر من ثقافة المجتمع، فأن هذه الثقافة بدورها حسب التحليل الماركسي ليست سوى انعكاس للبنية التحتية المستقلة عن وعي الذوات: لأن الوجود المادي هو الذي يحدد الوعي لاالعكس.
حاصل الكلام هو اختفاء الإنسان أو موته كما أعلنت البنيوية، لأن البنيات النفسية الإجتماعية اللغوية… هي التي تفعل وليس الذات أو الفرد. هل يمكن بعد كل هذا الحديث عن الإنسان كما نتحدث عن ذات أي عن كائن قادر على القيام بعمل إرادي؟ هل للسؤال “من أنا ” بعد من قيمة؟ !!
موقف سارتر ومونييه: إن كون الكائن البشري شخصا هو بالضبط مايسمح له بأن يبارح مملكة الضرورة؟
رغم كل ماذكر فإن الإنسان لازال يقنع نفسه بأن له شيئا يفعله، شيئا يبقى عليه أن يفعله. إن النظر إلى الشخص باعتباره ذاتا ووعيا يمكننا من القول بأن وعي الإنسان بالحتميات الشارطة يمثل خطوة أولى على طريق التحرر من تأثيرها وإشراطها المطلق، لقد اشتقت الوجودية مقولة ” أسبقية الوجود على الماهية ” من خاصية الوعي،، لأن الإنسان ليس وجودا في ذاته كالأشياء، بل وجودا لذاته: يوجد ويعي وجوده، مما يجعل وجوده تركيبة لانهائية من الإختيارات والإمكانيات؛ وعلى عكس الطاولة أو الشبل اللذان يتحدد نمط وجودهما بشكل خطي انطلاقا من ماهيتهما القبلية، فإن الإنسان مفتقر إلى مثل هذه الماهية التي قد تسمح بتعريفه أو الحديث عن شخصيته على نحو قبلي مسبق. صحيح أن الفرد يحيا على الدوام لا في المطلق، بل في وضعية محددة اجتماعيا وتاريخيا، لكن ردود أفعاله واختياراته لاتحددها هذه الشروط الموضوعية وحدها، بل وأيضا المعنى الذاتي الذي يفهم بموجبه هذه الشروط والأوضاع مما يفسح مجالا واسعا للحرية وانفتاح الممكنات. من هنا نفهم تصريح سارتر بأن الإنسان مشروع في سماء الممكنات، محكوم عليه بأن يكون حرا، وبان الإنسان ليس شيئا آخر غير مايصنع بتفسه.
ونستطيع استثمار أطروحة سارتر التي أتينا على ذكرها للقول بأن الإنسان ليس آلة إلكترونية، حتى لو أضفنا لها صفات الذكاء والصنع المتقن كما يقول إيمانويل مونييه الذي يرفض كل اختزال للشخص إلى شيء أو موضوع لأن البشر ليسوا صنفا من أشجار متحركة أو جنسا من حيوانات ذكية بمعنى أن كل المعرفة الوضعية التي راكمتهاالعلوم الإنسانية لا يمكنها أن تستنفذ حقيقة الشخص الذي يظل أكثر من مجرد شخصية أي أكثر من مجرد نظام سيكوفيزيولولجي وسوسيوثقافي
نلاحظ أن وجودية سارتر وشخصانية مونييه يتقاطعان في رفض الخطاطة التبسيطية التي تجعل الشخص والظاهرة الإنسانية عموما ظاهرة خاضعة على غرار الظواهر الطبيعية لمقولات العلم الموضوعي وعلى رأسها الحتمية، إن الإنسان بالنسبة لفلاسفة الحرية تجربة ذاتية منغرسة في العالم لاتتوقف عن إبداع نفسها ولكن تقول العلوم الإنسانية: إنه لايبدع ولايعبر إلا عن مجمل الشروط التي يتلقى!
خلاصة عامة للدرس
إذا كان لابد من خلاصة تجمع أطراف موضوع متشعب كموضوع “الشخص”، فسنقول بأن الشخص، تلك الوحدة الصورية، ذلك الكائن المفكر العاقل والواعي…إلخ ينطوي في المستوى المحسوس على شخصية هي حصيلة تفاعل بين عوامل باطنية وأخرى متعلقة بالمحيط الخارجي، إنها ذلك الشكل الخاص من التنظيم الذي تخضع له البنيات الجسمية، النفسية والإجتماعية. صحيح أن هذا التنظيم يخضع لعوامل ومحددات موضوعية كثيرة، لكن ذلك لايلغي دور الشخص في بناء شخصيته. وإذا ما بدا موضوع الشخص إشكاليا متعدد الأبعاد، فماذلك إلا لأن دراسة الشخص ليست إلا إسما آخر لدراسة الإنسان بكل تعقده وغموضه.
مفهوم الغير
الطرح الإشكالي
إن مفهوم الغير من المفاهيم الفلسفية الحديثة التي لم تحتل مركز الصدارة إلا مع فلسفة هيغل، بعدما كان كل اهتمام التفكير الفلسفي يتمحور حول الذات، وبما أن الذات قد تنتج أفكارا خاطئة حول موضوعات خارجية نتيجة خداع الحواس، فإن هذا الأمر قد يدفع إلى الشك في الغير، ووضع وجوده بين قوسين. مما يترتب عن ذلك أن إنتاج معرفة حول الغير تتميز بالاختلاف، بل احتمال عدم إنتاجها أصلا. إضافة إلى تعدد وتنوع العلاقة التي تربطنا به، وهذا ما يمكن التعبير عنه بواسطة الأسئلة الآتية
هل الغير موجود أم لا؟
هل معرفة الغير ممكنة؟ وإن كانت كذلك، كيف يمكن أن نبني هذه المعرفة؟
ما طبيعة العلاقة التي تربط الذات بالغير؟
أولا: وجود الغير
أ– وجود الغير والصراع
يكون وعي الذات وجودا بسيطا لذاته – حسب فريدريك هيغل – تقوم ماهيته في كونه أنا. غير أن الآخر هو أيضا وعي لذاته، باعتباره لا- أنا. هكذا تنبثق ذات أمام ذات، يكون كل واحد بالنسبة للآخر عبارة عن موضوع. كل منهما متيقن من وجود ذاته، وليس متيقنا من وجود الآخر. لكن مازال لم يقدم بعد أحدهما نفسه للآخر. تتمثل عملية تقديم الذات لنفسها أمام الآخر، في إظهار أنها ليست متشبثة بالحياة، وهي نفس العملية التي يقوم بها الآخر، حينما يسعى إلى موت الآخر، أي الأنا
إن وجود الغير بالنسبة للأنا – في تصور هيغل – يتم بواسطة الصراع من أجل الحياة والموت، لأن على كل منهما أن يسمو بيقين وجوده إلى مستوى الحقيقة بالنسبة لذاته، وبالنسبة للآخر
ب– وجود الغير ووجود الذات
إن الموجود- هنا، باعتباره وجودا فرديا خاصا، لا يكون مطابقا لذاته – في نظر مارتن هايدغر – عندما يوجد على نمط الوجود- مع- الغير. فهذا الوجود- المشترك يذيب كليا الموجود- هنا، الذي هو وجودي الخاص، في نمط وجود الغير، بحيث يجعل الآخرين يختفون ويفقدون ما يميزهم، وما ينفردون به. مما يسمح بسيطرة الضمير المبني للمجهول. هذا المجهول ليس شخصا متعينا، إنه لا أحد، كما أن بإمكان أي كان أن يمثله
إن وجود الغير- في تصور هايدغر- يهدد وجود الذات من خلال إذابتها وسط الآخرين، ووسط المجهول
ثانيا: معرفة الغير
ب– الغير والحميمية
إن حميميتي، أي حياتي الخاصة، هي عائق أمام كل تواصل مع الغير- يقول غاستون بيرجي- حيث تجعلني سجين ذاتي. فالتجربة الذاتية وحدها هي الوجود الحقيقي بالنسبة لي، وهي تجربة غير قابلة للنقل إلى الآخر. فأنا أعيش وحيدا وأشعر بالعزلة. كما أن عالم الغير منغلق أمامي بقدر انغلاق عالمي أمامه. فعندما يتألم الغير، يمكنني مساعدته، ومواساته ومحاولة تخفيف الألم الذي يمزقه غير أن ألمه يبقى رغم ذلك. ألما خارجيا بالنسبة لذاتي، فتجربة الألم تظل تجربته الشخصية، وليست تجربتي
وهكذا تتعذر معرفة الغير- في نظر بيرجي- مادام الإنسان كائنا سجينا في آلامه، ومنعزلا في لذّاته، ووحيدا في موته، محكوما عليه بأن لا يشبع أبدا رغبته في التواصل
أ– الغير بنية
إن الغير ليس فردا مشخصا بعينه – حسب جيل دولوز- بل هو بنية أو نظام العلاقات والتفاعلات بين الذوات والأشخاص. يتجلى هذا النظام في المجال الإدراكي الحسي، مثلا فأنا حين أدرك الأشياء المحيطة بي، لا أدركها كلها ومن جميع جهاتها وجوانبها وباستمرار. وهذا يفترض أن يكون ثمة آخرون يدركون مالا أدركه من الأشياء، وفي الوقت الذي لا أدركه، وإلا بدت الأشياء وكأنها تنعدم حين لا أدركها وتعود إلى الوجود حين أدركها مجددا. وإذا كان هذا مستحيلا، فإن الغير إذن يشاركني إدراك الأشياء، ويكمل إدراكي لها
وهكذا يجرد دولوز الغير من معناه الفردي المشخص، ويضمنه معنى بنيويا
ثالثا: العلاقة مع الغير
أ- علاقة الصداقة
إن الصداقة باعتبارها مثالا، هي اتحاد شخصين يتبادلان نفس مشاعر الحب والاحترام، في نظر إيمانويل كانط. وغاية هذا المثال هو تحقيق الخير للصديقين الذين جمعت بينهما إرادة طيبة، يتولد عن مشاعر الحب تجاذب بين الصديقين، في حين يتولد عن مشاعر الاحترام تباعد بينهما. إذا تناولنا الصداقة من جانبها الأخلاقي، فواجب الصديق تنبيه صديقه إلى أخطائه متى ارتكابها، لأن الأول يقوم بهذا التنبيه لأجل خير الثاني،وهذا واجب حب الأول للثاني. بينما تشكل أخطاء الثاني تجاه الصديق الأول إخلالا بمبدأ الاحترام بينهما
لا يجب إذن أن تقوم الصداقة- حسب كانط- على منافع مباشرة ومتبادلة، بل يجب أن تقوم على أساس أخلاقي خالص
ب- علاقة الغرابة
لقد رفضت جوليا كريستيفا المعنى اليوناني القديم لمفهوم الغريب المرتبط بالآخر، الذي نكن له مشاعر الحقد باعتباره ذلك الدخيل المسؤول عن شرور المدينة، أو ذلك العدو الذي يتعين القضاء عليه لإعادة السلم إلى المجتمع. إن الغريب في نظرها يسكننا على نحو غريب. ونحن إذ نتعرف على الغريب فينا، نستبعد أن نبغضه في ذاته. إن الغريب يبدأ عندما ينشأ لديّ- تقول كريستيفا- الوعي باختلافي، وينتهي عندما نتعرف على أنفسنا جميعا وندرك أننا غرباء متمردون على الروابط والجماعات
كما انتقدت كريستيفا الدلالة الحقوقية المعاصرة للغريب التي تطلق على من لا يتمتع بمواطنة البلد الذي يقطنه، لأنها تسكت عن وضعية المختلف التي يتخذها الإنسان داخل جماعة بشرية تنغلق على نفسها مقصية المخالفين لها
استنتاجات عامة
هناك فرق بين الآخر والغير، فإذا كان الآخر هو ذلك الكائن المادي الذي يتميز بوجود واقعي إلى جانب أو في مقابل الذات، فإن الغير مفهوم فلسفي نظري يتضمن الخصائص المجردة للآخر
إن مفهوم الغير، مفهوم يتضمن معرفة متناقضة حول الآخر. فتارة يحدده كأنا آخر باعتباره متطابقا مع الذات، وطورا يحدده باعتباره لا- أنا مركزا على مظاهر التناقض مع الذات
إن العلاقة مع الغير في الحقيقة هي علاقة بصيغة الجمع، تتميز بالتعدد والتنوع. تبدأ بعلاقة الحب والاحترام والصداقة، مرورا بعلاقة الغرابة والقرابة… وتنتهي مع علاقة الصراع والتنافس والعداوة
مفهوم التاريخ
الطرح ا|لإشكالي
إن الإنسان ليس كائنا ميتافيزيقيا يتعالى عن العالم المادي الملموس، بل إنه كائن تاريخي، كائن يتطور في الزمان والمكان، ويخضع لمجموعة من الشروط الموضوعية: اقتصادية، اجتماعية، سياسية… وهذا هو ما يسمى: التاريخ. الذي يثير قضايا فلسفية حول المعرفة التاريخية باعتبارها معرفة حول الماضي، لكنها في نفس الوقت لا يمكن أن تنفصل عن الحاضر بل والمستقبل. ومن بين المفاهيم المركزية في علم التاريخ نجد مفهوم التقدم الذي يختلف المؤرخون حول المسارات التي يتخذها. وأخيرا الدور المعقد الذي يتخذه الفاعل الأساسي في التاريخ، أي الإنسان. وهي قضايا يمكن صياغتها من خلال الأسئلة الموالية وهي
ما هي المعرفة التاريخية؟
هل للتقدم مسار واحد؟ أم مسارات متعددة؟
من الذي يتحكم في الآخر؟ الإنسان أم التاريخ؟
أولا: المعرفة التاريخية
أ- التاريخ معرفة للماضي
إننا نعيش في مجتمع معين، ونحافظ على آثار ما كان موجودا من قبل. نحفظ الوثائق ونصون الآثار ونرممها، ويمكننا، انطلاقا من هذه الآثار، حسب ريمون أرون، إعادة بناء ما عاشه الذين سبقونا بهذا القدر أو ذاك. وبهذا المعنى، تصبح المعرفة التاريخية هي إعادة بناء ما كان موجودا ولم يعد كأثر، غير أنها عملية تخص زمانا ومكانا محددين، ولا تخص إعادة بناء مجردة للماضي
ب- التاريخ معرفة علمية
إن فهم الماضي من خلال الآثار والوثائق هو في جوهره ملاحظة، والملاحظة- في نظر بول ريكور – ليست تسجيلا وتدوينا للوقائع بشكلها الخام. إنها إعادة تكوين حدث ما، أو سلسلة من الأحداث، أو وضعية، أو مؤسسة، انطلاقا من الوثائق بعد أن خضعت للمساءلة، وثم استنطاقها من طرف المؤرخ. وهذا العمل المنهجي هو الذي يجعل الأثر التاريخي وثيقة دالة، ويجعل من الماضي واقعا تاريخيا أو حدثا تاريخيا
وهكذا يتمكن المؤرخ- حسب ريكور- معتمدا على الوثائق، ومنطلقا من الملاحظة المنهجية، من بناء الوقائع التاريخية
ثانيا: التاريخ وفكرة التقدم
أ- المسار الحتمي للتقدم
يدخل الناس، بمناسبة الإنتاج الاجتماعي لشروط وجودهم، في علاقات محددة وضرورية مستقلة عن إرادتهم، حسب كارل ماركس. وتعكس علاقات الإنتاج درجة تطور قوى الإنتاج المادي. وتشكل مجموع علاقات الإنتاج، البنية التحتية والاقتصادية للمجتمع، والأساس الملموس الذي تقوم عليه البنية الفوقية التي تقابلها أشكال الوعي الاجتماعية. إن نمط إنتاج الحياة المادية يشرط سيرورة الحياة الاجتماعية والسياسية و الفكرية عموما. وفي مرحلة معينة من تطور قوى الإنتاج المادية للمجتمع تدخل هذه الأخيرة في تناقض مع علاقات الإنتاج لتبدأ مرحلة الثورات الاجتماعية، يمكن تصنيف أنماط الإنتاج: العبودي، الفيودالي، والرأسمالي بأنها عصور وحقب متدرجة للتركيبة الاجتماعية- الاقتصادية. فعلاقات الإنتاج التي تميز نمط الإنتاج الرأسمالي هي آخر نمط إنتاج متناقض في سيرورة الإنتاج الاجتماعي، ومع هذه التشكيلة الاجتماعية الأخيرة، ينتهي ما قبل تاريخ المجتمع البشري، حسب التصور الماركسي
ب- إمكانيات التقدم التاريخي
لقد اعترض موريس ميرلوبونتي على كل تصور آلي منغلق يخضع للضرورة، يجعل التاريخ يتقدم نحو اتجاه محدد مسبقا. لهذا حافظ ميرلوبونتي على مسافة نقدية مع التصور الماركسي، حيث يمكن للنمو الاقتصادي مثلا أن يكون متقدما على النمو الإيديولوجي، أو يمكن للنضج الإيديولوجي أن يحدث فجأة دون أن تتهيأ الشروط الموضوعية لذلك، أو عندما لا تكون الشروط مساعدة على الثورة، إننا حين نتخلى بصفة نهائية عن التصور الحتمي، لصالح تصور عقلاني للتاريخ، لا يصبح منطق التاريخ غير إمكانية ضمن إمكانات أخرى
ثالثا: دور الإنسان في التاريخ
أ- التاريخ والروح المطلقة
إن سيرورة التاريخ في- في نظر فريديريك هيغل- محكومة بالروح المطلقة، من خلال أعمال العظماء والأبطال الذين يدركون جوهر هذه الروح، حيث يعملون على إخراجها من الخفاء إلى الظاهر عندما يحققونها في التاريخ حسب منطق التطور، وهذا ما يدفع الناس إلى التحلق حول العظماء لأنهم يعرفون أن هؤلاء الشخصيات تمثل الاتجاه العميق للتاريخ، لأن أفعالهم وخطاباتهم هي أحسن ما يتوفر عليه عصرهم. ثم يتخلى عنهم التاريخ بعد أن يحقق ذاته من خلالهم، إما يموتون شبابا كالإسكندر الأكبر، أو يقتلون كالقيصر، أو ينفون كنابليون
إن دور الإنسان في التاريخ من خلال ما ينجزه العظماء- حسب هيغل- يتمثل في كونهم مجرد وسائل لتحقيق وتجسيد الروح المطلقة
ب- الإنسان صانع لتاريخه
إن الإنسان- حسب ج. ب. سارتر- يتميز بقدرته على تجاوز وضعه لأنه يستطيع أن يفعل شيئا بما يُفْعَلُ به. إن هذه القدرة على التجاوز هي أساس كل ما هو إنساني، وهو ما نسميه المشروع، الذي هو نفي وإبداع: أي نفي ما هو معطى بواسطة الممارسة والفعل، وإبداع أو بناء موضوع لم يظهر مكتملا بعد، ولا يتصور أحد هذا التجاوز لما هو معطى إلا في إطار علاقة الإنسان بممكناته. إن حقل الممكنات هو الهدف الذي يقصده الإنسان لتجاوز وضعيته
إن الفرد- بالنسبة لسارتر- يصنع التاريخ عندما يتجاوز وضعيته نحو حقل ممكناته، من خلال تحقيق إحداهما
استنتاجات عامة
إن التاريخ في عمقه هو علم يتخذ من دراسة الماضي موضوعا له، إلا أن دراسة الماضي ليست غاية في ذاتها، بل هي عملية بتم من خلالها التعرف على تجارب الماضي وذلك قصد عدم تكرار الإخفاقات، واستثمار التجارب الناجحة لبناء المستقبل
إن التاريخ يخضع لقانون التقدم، رغم بعض التقطعات، ولحظات التراجع الطارئة، إلا أن هذا التطور لا يتخذ خطا واحدا من المفروض على كل المجتمعات أن تلتزم به، بل إنه يتحقق بطرق متعددة ومتنوعة حسب خصوصية كل مجتمع
إن هناك علاقة جدلية بين الإنسان والتاريخ باعتبار أن الإنسان كائن تاريخي، كما أن التاريخ معطى إنساني، وهكذا فالإنسان يصنع تاريخه بقدر ما يصنع التاريخ الإنسان